الإيمان في زمن الكورونا فايروس
مقدمة من رئيس أساقفة كانتربري
إنه لمن دواعي سروري أن أقدم لكم الايمان في زمن الكورونا فايروس، ويغمرني امتنان عميق للإتحاد الأنغليكاني على إصدار هذا المورد. ففي هذه الظروف الاستثنائية، لن يكون من المفيد فحسب، بل من الضروري أيضاً أن نتفاعل معاً مع كلمة الله.
كونها أولاً، تساعدنا على التجذّر بحقيقة أمانة الله المطلقة. ونكتشف من جديد أننا بالمسيح، لا يتخلى الله عنا أبداً بل يحتضننا ولا يُفارقنا. وثانياً، تدعونا كلمة الله إلى العمل. وعندما نفتح الكتاب المقدس معاً، نتذكر بأننا جسد المسيح الذي يحظى بفرص جديدة لخدمة المجتمعات وليشهد لهم عملياً عن محبة المسيح. وثالثاً، يغمرنا من جديد شعور برجاء حقيقي. اننا نحن نحيا حاضرنا ونرنو مستقبلنا على يقين بسيادة الله ومحبته المُصالِحَة.
أصلي لكي نجد التعزية، والقوة، والإلهام، مسترشدين بكلمة الله من خلال دروس الكتاب المقدس هذه. كما أُصلي لكي يقوينا الروح القدس لمشاركة التعزية والنعمة الالهية مع الجميع في هذه الأيام الصعبة.
رئيس الأساقفة، جاستن ويلبي، إبريل 2020
مُقدمة لدروس الكتاب المقدس
دعوة للعمل
في هذا الزمن، يتأثر جميع اعضاء شركة الكنائس الانغليكانية بجائحة فيروس الكورونا (كوفيد-19) بشكل أو بآخر. وعليه، طوّر الاتحاد الأنغليكاني هذه المجموعة من دروس الكتاب المقدس بالتشاور مع مجموعة صغيرة من علماء الكتاب المقدس، واللاهوتيين، وقيادات كنسية، كمورد لمساعدة المسيحيين على التفكير في إيمانهم وكتابهم المقدس في هذا الوقت العصيب الذي نُعاني منه بسبب الكوفيد-19. وتسعى دروس الكتاب هذه لخلق مساحة تسمح لنا بوضع رجائنا ومخاوفنا أمام الله، لتعزيز صمودنا وثقتنا فيه. كما تسمح لنا برثاء كل ما يجلب لنا الحزن والمعاناة والتفكير في الطريقة التي يمكننا من خلالها دعم الأشخاص الأكثر تضرراً جراء هذه الأزمة. وقبل كل شيء، تسعى دروس الكتاب المقدس لمساعدتنا على إيجاد بصيص من الأمل عبر التفكير في حضور الله ومحبته ومشاركته لنا في أحزاننا ومعاناتنا، ونحن واثقين بأنه سيضمن لنا حياة جديدة.
وفي جميع أرجاء شركة الكنائس الانغليكانية، تُغلق الكنائس أبوابها كتدبير صحي احترازي، كونها أماكن عامة، من شأنه منع انتشار فايروس الكوفيد-19. ولكن، حتى لو كان مبنى الكنيسة مغلقاً، لا تزال الكنيسة موجودة، موجودة في الناس، وفي الجسد الحي لربنا يسوع المسيح. وبذلك، حان الوقت الذي يدعونا فيه الله إلى المشاركة على نحو أعمق في الارسالية الربانية.
1
كيف تُحدث الكنائس تغييراً
تتشارك كافة الكنائس في كافة أرجاء شركة الكنائس الانغليكانية تجاربها حول كيفية الاستجابة لآثار الكوفيد-19. ففي هذه الأوقات الصعبة، نُحافظ جميعاً ككنائس على العبادة المشتركة حتى وإن كنا لا نستطيع الاجتماع معاً، ونتمسك بالصلاة المشتركة كنهج حياتي. كما نحافظ على تواصلنا مع الآخرين لتشجيع أولئك الذين يعيشون في أجواء تُخيم عليها العزلة أو الحظر. ونواصل كذلك مد يد العون للفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً في المجتمعات مع مراعاتنا لاتباع إرشادات الصحة العامة. وتنامت معرفتنا الجماعية بمعاني الحكمة والصمود بعد أن تصدت بعض كنائسنا للأوبئة والأزمات الأخرى في الماضي. ولكن، في خضم العناوين الإخبارية المثيرة للقلق، لا يزال هناك الخبر السار في الإنجيل المقدس المليء بالرجاء، الذي علينا الاستماع له ايضاً.
معرفة الحقائق
ما هو فيروس الكورونا/الكوفيد 19؟ يرجى الاطلاع على إرشادات وزارة الصحة الوطنية (في بلدكم). أما على الصعيد العالمي، يوفر موقع منظمة الصحة العالمية معلومات موثوقة حول الكوفيد-19، يتضمن نصائح للناس حول كيفية حماية أنفسهم والآخرين.
مزيد من المعلومات
أضاف الاتحاد الأنغليكاني مركزاً للموارد على موقعه على الإنترنت يتضمن المواضيع التالية، علماً بأنه متوفر باللغات الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية وستُضاف قريباً اللغة الفرنسية. (اطلع على anglicanalliance.org أو اتبع الروابط أدناه).
ويُغطي قسم “معرفة الحقائق” المواضيع الآتية: • حقائق أساسية من منظمة الصحة العالمية: كيفية انتشار الفيروس وكيفية الوقاية منه.• مكافحة الأخبار المغلوطة .• إرشادات للكنائس: كيفية اتباع الإرشادات الرسميّة، والحفاظ على العبادة المشتركة حتى عندما لا يسعُنا الاجتماع معاً.• منع انتشار كوفيد-19 في المدن / التجمعات المزدحمة.• ما هو الكوفيد-19 أو فيروس الكورونا؟ • ما هو الفيروس؟
ويُغطي قسم “كيف يُمكن للكنيسة أن تستجيب” المواضيع الآتية: • المصادر الروحية واللاهوتية: من صلوات ودراسات الكتاب المقدس والتأملات• دعم الاستعداد المجتمعي• دعم الأشخاص الذين يعيشون في الحظر: تشمل أوجه الدعم رعاية الأطفال، والدراسة من المنزل، والتأقلم مع الإرهاق والضغط الأسري، والتصدي للعنف المنزلي.• المشاركة الكنسيّة والمجتمعيّة.• مواصلة التمسك بالرجاء وتقديم الرعاية لأكثر الفئات ضعفاً.• تأسيس مجتمع للمستقبل يتمتع بأواصر الترابط والصمود والتعاطف.• أمثلة على الموارد المتاحة من جميع أنحاء شركة الكنائس الانغليكانية. • مواقع موارد أخرى تتعلق بالاستجابات الايمانية لموجهة فايروس الكوفيد-19 2
إرشادات لتيسير (قيادة) جلسات دروس الكتاب المقدس:
في غضون هذا الوقت الذي يتعذر فيه التجمع في معظم الأماكن، علينا إعادة التفكير بالإرشادات الاعتيادية للتيسير (القيادة). ففي بعض الحالات، قد نرغب في التأمل في دروس الكتاب المقدس كجزء مخصص من وقت صلاتنا الفردية. وإذا كنا نعيش مع أشخاص آخرين، يمكننا استخدامها في منازلنا. وفي بعض السياقات، قد نرغب في التواصل بشأنها مع الآخرين عبر مجموعة على الهاتف أو منصة عبر الإنترنت. وقد تتألف مثل هذه المجموعات من مجموعة زملاء صغيرة، أو مجموعة اتحاد أمهات، أو مجموعة اجتماع الرجال، أو مجموعة شبيبة، وغيرها. وقد تكون هذه الدراسات أكثر فاعلية إذا كانت المجموعة قائمة سابقا ويعرف أعضائها بعضهم البعض جيداً. أما إذا رغبت بالتواصل عبر الإنترنت، فربما يكون الحديث إلى 6-8 أشخاص هو أنسب عدد للخوض بنقاش غني، لأن هذه الدراسات الكتابية ليست بحاجة إلى “مُعلم”. ويُنصح عندما تكون هناك مجموعات صغيرة تجتمع في المنزل أو على الإنترنت أن يتم تحديد شخص ما لتيسير/قيادة النقاش. وفي ما يلي بعض الإرشادات التي يجب أن يأخذها القائد/المُيسر في الاعتبار، وفقاً للسياق او الجو العام للمجموعة:
• ما هو الوقت المتاح؟ إن المدة الأمثل للنقاش هي ساعة واحدة على الأقل.• اقرأ درس الكتاب قبيل النقاش لتفكر بالقضايا التي قد يتم طرحها خلال الأسئلة. وإذا لزم الأمر، تحقق من المعلومات الصحية من وزارة الصحة في بلدك.• كن على استعداد للتصدي لأي معلومات مغلوطة أو خُرافة حول الكوفيد-19، وذلك من خلال قراءة المعلومات الواقعية على موقع الاتحاد الأنغليكاني website مسبقاً. ويتوفر لدى منظمة الصحة العالمية صفحة ويب webpage مفيدة لمواجهة الخرافات بالبراهين العلمية.• من سينضم إلى المجموعة؟ كيف سيتم الترحيب بالجميع؟• في بداية المحادثة، اطمئن على صحة الجميع واسألهم عن أحوالهم؟• إذا كان الاجتماع عبر الإنترنت، ينصح بتحديد إجراءات النقاش للمساعدة على إجراء نقاش سلس. فعلى سبيل المثال، يمكن للجميع باستثناء المتحدث أن يكتموا صوت الميكروفونات الخاصة بهم. ويمكن للمشاركين رفع يدهم كإشارة إلى رغبتهم بالتحدث.• افتتح النقاش بصلاة. اطلب من شخص في المجموعة أن يُصلي. وربما يُفضل الأعضاء الترنيم سوياً كذلك.• شجع الجميع على المشاركة في الحديث واحرص على تقدير كل مشاركة. وتذكر أنه ليس بالضرورة أن يرغب الجميع بالحديث، ولكن لا يزال بإمكانهم المشاركة بفاعلية.• قدم معلومات واقعية وصحيحة إذا كان هناك أي معلومات مغلوطة أو مربكة/مشوشة. ويمكنك مع أعضاء المجموعة أن تتعاونوا على توضيح أي مشاكل تُطرح.• اعلم أن بعض الأشخاص يجدون أن ظروف الكوفيد-19 صعبة للغاية وقد يُصابون بالضيق أثناء النقاش. فإذا كنتم جميعاً في منزل واحد، يمكنك أن تُخصص وقتاً للشخص المُستاء للتحدث والصلاة معه، من شخص إلى شخص، بعد انقضاء جلسة الدراسة الكتابية. أما إذا كانت مكالمة جماعية، فيمكنك الاتصال بالشخص المستاء بعد الجلسة للتحدث معه بشأن المشكلة والصلاة لحلها.• النقاش المفتوح وسيلة جيدة لإثارة وجهات النظر المختلفة، ولكن إذا نشأ خلاف قوي في المجموعة، على الميّسر/القائد أن يتدخل ويُلخص أوجه الاختلاف ويقترح وسائل للمجموعة تساعدهم في الحصول على مزيد من المعلومات حول الموضوع، ويتابع النقاش بعد ذلك.• تهدف كافة الدراسات الكتابية إلى بناء وتعزيز الإحساس بالرجاء، وتأكيد ثقتنا بأن المحبة تقف وراء كل المقاصد الإلهية، والتركيز على ما نستطيع عمله لمشاركة الأخبار السارة (الانجيل) مع الآخرين في هذا الزمن.
• ينبغي أن تتبع أي امور عملية منبثقة عن النقاش إرشادات الصحة العامة. حيث أن الهدف من الجلسات هو تشجيع أنفسنا على اليقين بأنه، بالرغم الظروف التي تُقيد حركتنا، لا يزال لدينا أمور إيجابية يمكننا القيام بها كالصلاة من أجل الآخرين وخدمتهم، وبالمُقابل، سيخدموننا ويصلون لأجلنا. هذا هو الزمن الأفضل لنكتشف كيف أننا جميعاً نسيج واحد كجسد المسيح.• إذا لزم الأمر، يمكنك تلخيص النقاط الرئيسية في النهاية. وتذكر دائماً أن هذه الجلسات لا تتعلق بالتعليم، بحيث يتمتع أعضاء المجموعة بالخبرة للاجابة على الأسئلة واكتشاف ما يقوله الكتاب المقدس لهم.• اسأل المجموعة عن مدى استفادتهم من هذه الجلسة وكيف يمكنهم تحسينها معاً في المرة القادمة.• أنهوا الجلسة بالصلاة معاً.
3
دروس الكتاب المقدس
يتم استخدام نفس الترتيب لكل دراسة كتابية:
• صلاة افتتاحية.
• قراءة النص الكتابي – إما من قبل شخص واحد أو يقرأ كل شخص آية.
• قراءة المُقدمة (لهذه الدراسة).
• قراءة النص الكتابي مرّة أخرى. يمكنك قراءة ترجمات أخرى إذا رغبت.
• مناقشة الأسئلة والتفكر فيها على نحو جماعي، واستخلاص النقاط الرئيسية منها.
• صلاة ختامية.
ما هو رأيك بالدراسة؟ نطلب تقيمك.
جُمّعت هذه المجموعة من الدراسات الكتابية في وقت سريع أثناء هذه الظروف العالمية الطارئة. يرجى إرسال ملاحظاتكم لنا لأن هذه الوثيقة حيّة وقابلة للتغيير حيث سيتم مراجعتها وتوسيعها. في بعض الحالات، تم اعتماد والنقل بتصرّف لبعض الدراسات الكتابية من مصادر موجودة أصلاً. وفي حالات أخرى، تمت كتابتها حديثاً. وفي الأسابيع المقبلة، سنضيف المزيد من الدراسات الكتابية، لنعزز الدروس الكتابية المستخدمة بالفعل في جميع أنحاء شركة الكنائس الانغليكانية، ولنتأمل أيضاً في القضايا الجديدة الناشئة عن كوفيد- 19، مثل قضية العيش في عزلة جراء الحظر. يرجى مشاركة دروس الكتاب المقدس الأخرى التي ساعدتك أثناء هذا الوقت – وأخبرنا أيضاً عن أي مواضيع أخرى ترغب في رؤيتها تتناقش في دروس الكتاب. يرجى إرسالها إلى: anglicanalliance@aco.org
صلاة لزمن كوفيد-19 (ارسلها اتحاد الأمهات (Mother’s Union
أيها الرب المحب، نصلي من أجل فيض حبّك ورأفتك ونحن نسير في هذا الزمن المليء بالتحديات.
نطلب الحكمة لمن يتحملون أعباء اتّخاذقرارات لها تأثيرها الكبير والواسع علينا.
نصلي لأجل جميع من يُعانون من المرضولجميع من يرعاهم.
نرجو الحماية للمسنين والضعفاءوعدم استسلامهم لمخاطر الفيروس.
نصلي لكبح وتوقف المعلومات المُضللة حتى لا يسيطر الخوف على القلوب والعقول.
نثق بأنك تقودنا الى الحِس والادراك السليم برحمتك ، اجعلنا نستقبل كل يوم بالإيمان والسلام، ونثق في حقيقة صلاحك الإلهي نحونا. آمين
4
درس الكتاب المقدس 1: لا تخف
في القرن الأول، كتب بولس إلى الكنيسة في رومية، وكانت حينها جماعة ضعيفة مهددة بالاضطهاد والمشقة: “فإني مُتيّقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا.(رومية 8 : 38-39).
ناقش: ما هو أكثر تعليم شائع في الكتاب المقدس؟
سيُقدم المشاركون اقتراحات مختلفة عن ماهية الأمور التي يعتقدون أن الرب يريدنا أن نفعلها أكثر من غيرها. وفي الغالب نتفاجأ بأن وصية الله الأكثر شيوعًا هي: “لا تخف”.
غالباً ما يوصينا الله بألا نخاف لأن هناك في الحياة الكثير مما يستدعى خوفنا. ففي كل يوم نعيش في خضم الصراع والعنف والجوع والمرض والظلم والقمع. ومع كل ذلك، يوصينا الله : “لا تخف!” كيف يمكن أن يحدث هذا؟ ربما لأننا نعلم أن أمنّنا النهائي هو بيدي الله الذي يحبنا ويقدرّنا كثيرا، حتى أن كل اسم من أسمائنا منقوش على راحتي يدي الله (إشعياء 49: 16). فيطلب منا الله ألا نخاف لأنه لا يمكن لأي شيء أن يفصلنا عن الله ومحبته.
ينشأ الخوف بسبب العديد من العوامل. وبعض العوامل الأكثر تأثيراً علينا هي الخوف من الأشياء التي لا نفهمها ولا يمكننا السيطرة عليها أو التي تُشكل تهديداً كبير علينا. وفي كثير من الأحيان، لا يمكننا التأقلم مع مخاوفنا، وهذا يمكن أن يقودنا إما إلى إنكار ما يحدث أو إلقاء اللوم على أولئك الذين نعتقد أنهم مسؤولين عن التهديدات التي تواجهنا. وبعدما نتأمل في كل هذا، لن يكون من الصعب أن نفهم لماذا يحيط الكثير من الخوف بنا في زمن الأوبئة. مهمتنا هي أن نتعرّف على الحقائق ونتحدى المعلومات المغلوطة /والاشاعات ونشجع بعضنا البعض، كما يقول لنا الله، لا تخف.*
أسئلة للنقاش
اقرأ روميّة 8: 38-391. ماذا يخبرنا هذا النص؟2. ماذا نعرف عن مخاوف ومصاعب المسيحيين الأوائل في رومية الذين كتب إليهم بولس؟3. ما هي تجربتنا مع كورونا فيروس كوفيد-19؟4. ما هي أوجه الخوف والقلق التي يُثيرها الوباء فينا؟5. ماذا يقول الناس عن كوفيد-19؟ (يرجى التحقق من الوقائع قبل الجلسة والاستعداد للتصدي للمعلومات المغلوطة).6. كيف يتصرف الناس عندما يعتريهم شعور بالخوف؟7. فكر في فترة سابقة اعترانا الخوف فيها. ما الذي ساعدنا على تخطي تلك الفترة؟8. نسمع الكثير من الناس يتحدثون في هذا الوقت. أي الأصوات تعطينا الأمل و الرجاء؟9. في هذا الظرف المظلم والصعب، أين نجد الأخبار السارة، بشارة الرجاء؟10. كيف يمكننا أن نحمل الرجاء للآخرين؟
صلاة
يا إلهنا المحب، احفظنا في حبك ورحمتك.هدءّ من خوفنا في هذا الزمن العصيبوساعدنا أن نسمع دعوتك لنا بأن لا نخاف،حتى نُدرك حقاً وجودك ووعدك لنا، بأن لا شيء قادر على أن يفصلناعن حبك في المسيح يسوع ربنا. آمين
[* مقتبسة من مادة للدكتور إسحاق مويونغا و والمطران مايكل بيسلي]
5
درس الكتاب المقدس 2: تهدئة العاصفة
وَقَالَ لَهُمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ لَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ: “لِنَجْتَزْ إِلَى الْعَبْرِ” فَصَرَفُوا الْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي السَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضًا سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ. فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: “يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟” فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: “اسْكُتْ! اِبْكَمْ!”. فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ: “مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟” فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا، وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضًا وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!”. (مرقس 4: 35-41)
اسكتْ! ابكمْ!
نشعر في هذه الأوقات كما لو أن عاصفة تضربنا وبها أمواج ترتطم في جميع أنحاء العالم على أوسع نطاق. ما نمر به يُذكرنا بالعاصفة في قصة الإنجيل عندما كان يسوع وتلاميذه في بحيرة طبريا. (مرقس4: 35- 41). فما هي “العاصفة” التي نشهدها في زمن الكوفيد-19؟ العاصفة ليست الفيروس بحد ذاته، لأنها أيضاً معاناة أولئك المرضى أو الوحيدين، أولئك الذين يعتريهم الخوف، أولئك الذين لا يعرفون كيف سيكسبون رزقهم أو من أين سيؤمنون وجبتهم التالية. العاصفة هي أيضاً عدم قدرتنا على الاجتماع للعبادة. إنها الضغط الشديد على الخدمات الصحية والاقتصاد وعلى كافة مجريات حياتنا اليومية. ومع ذلك، وعدنا يسوع بأن يبقى دائماً معنا. فنتوجه إليه في صلاتنا ونحن نتصدى للعاصفة. لقد دعانا لنكون جسد المسيح على الأرض في عالمنا اليوم. يسوع يعمل اليوم من خلال شعبه لتهدئة عاصفة الكوفيد-19 ، من خلال أقوالنا وأفعالنا.
أسئلة للنقاش
اقرأ مرقس 4: 35-41 1. عن ماذا يتحدث هذا النص؟2. لماذا يوقظ التلاميذ يسوع؟ ما الذي يخافونه؟3. ما مخاوف الناس بشأن ما يحدث في الوقت الحالي من أزمة الكوفيد- 19؟4. ما هي “العاصفة” التي نمر بها في زمن الكوفيد- 19؟5. وعدنا يسوع أن يبقى معنا دائماً. ما هي دعوتنا ليسوع في هذا الوقت؟6. دعانا يسوع لنكون جسد المسيح على الأرض. يعمل يسوع اليوم من خلال شعبه – من خلال أقوالنا وأفعالنا. فكما فعل يسوع، علينا أن نستيقظ. ماذا يجب أن نقول ونفعل للتغلب على المخاوف وتهدئة العاصفة في وقت الكوفيد- 19؟7. ماذا علينا أن نفعل لنكون جسد المسيح في عالم اليوم؟8. أين يكمن الخبر السار، بشارة الرجاء؟
صلاة
إله الزمن الحاضر (وكل الأزمان)،إلهنا الذي بيسوع يوقف العاصفة ويهدئ القلب المضطرب؛اعطِ الرجاء والشجاعة لجميع الذين ينتظرون أو يعملون دون يقين وبقلق.هبهم الرجاء بأنك ستجعلهم قادرين على مواجهة ما ينتظرهم، وامنحهم الشجاعة لتحمّل ما لا يمكن تجنبه.لأن إرادتك هي الصحة والكمال. أنت الله ونحن بحاجة إليك. آمين
[صلاة مقتبسة من كتاب الصلاة العامة- نيوزيلندا ، ص. 765]
6
درس الكتاب المقدس 3: بناء الرجاء
“10لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ. 11وَلكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هذَا الاجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ” (الرسالة إلى العبرانيين6: 10-11)
عكس الخوف هو الرجاء
عندما نتحدث عن الرجاء كمسيحيين ، لا نعني فقط التفكير بالأمنيات. لأن الرجاء المسيحي هو أوسع وأعمق وأقوى. بحسب الكتاب المقدس، الرجاء ليس مجرد رغبة غامضة في أن يطرأ شيء جيد في المستقبل في مكان ما. بدلاً من ذلك، إن المفهوم الكتابي للرجاء هو توقع مع يقين بأن الخير آت في المستقبل. إنه ضمان قائم على اختبارنا الحالي لصلاح الله ومحبته وأمانته التي أظهرها الله لنا بالفعل.
يحتوي الكتاب المقدس أيضاً على فكرة مفادها أنه على الرغم من أن الرجاء هو شيء يأتي من الله في المقام الأول، ولكنه أيضاً شيء يلعب فيه البشر دوراً ويسهمون في إيجاده. نجد في الرسالة إلى العبرانيين الكلمات التالية: ” لإنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ. 11وَلكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هذَا الاجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ “. (عبرانيين 6: 10-11)
دعانا الله برحمته كمسيحيين للانضمام إلى العمل الذي يجلب فيه الرجاء إلى العالم. إنّ عملنا و محبتنا واجتهادنا أمور هامة. والمساهمة التي نقدمها مهمة في تحقيق المستقبل الذي يريده الله لنا وتملؤنا الثقة به، ونصلي من أجله. ففي هذا الوقت، نحن مدعوون للتعمق روحياً، وللبقاء على تواصل مع الآخرين، ولنشهد على الرجاء المؤسس/المبني في المسيح، ولنستغل هذا الوقت معاً، بإرشاد من الله، لإعادة تصور عالمنا بحال أفضل.*
أسئلة للنقاش
اقرأ عبرانيين 6: 10-11 1. عن ماذا يتحدث هذا النص؟2. كيف نفهم مصطلح “الرجاء”؟3. ما هو رجاؤنا في هذا الظرف من الكوفيد-19؟ 4. ماذا يمكن أن تكون آمال أولئك المحيطين بنا من الفئات الضعيفة في كنيستنا والمجتمع الأوسع؟ كيف يمكننا التعرف على آمالهم ومخاوفهم؟5. كيف نتجاوب مع فكرة أن الرجاء هو شيء يلعب فيه الطرفان دوراً : الله والبشر؟6. ما هي الإجراءات المُستدامة التي يمكننا اتخاذها لبناء الرجاء في كنيستنا وفي مجتمعنا الأوسع مع الحفاظ على سلامتنا وسلامة الآخرين؟
صلاة
أيها الرب يسوع المسيح،دعوتَنا لنحب بعضنا البعض كما تحبنا أنت.دعوتَنا لنعتني ببعضنا البعض كما لو كنا نعتني بك.في هذا الوقت، ساعدنا على جلب الرجاء لبعضنا البعض،لتهدئة الخائفين، وطمأنة الوحيدين،ولمباركة المرضى وتعزية المحزونين،واثقين بحضورك المحب في وسطنا.باسمك الثمين نصلي. آمين.
[* مقتبسة من مادة للدكتور إسحاق مويونغا ومراجعة المطران مايكل بيسلي]
7
درس الكتاب المقدس 4: الرجاء المُتجذر بالله
“لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي.” (سفر إشعياء 41: 10) “وَالآنَ هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ، خَالِقُكَ يَا يَعْقُوبُ وَجَابِلُكَ يَا إِسْرَائِيلُ: “لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. (إشعياء 43: 1-2)
ومضة رجاء
بالصلاة، نفتح نفوسنا لعمل قوة الله في داخلنا. بالصلاة، يُغيرنا الله ويُشكلنا لنصبح شعبه الذي يريدنا أن نكون. بالصلاة، ندعو الله ليعمل داخلنا وحولنا ليشفينا ويجددنا ويمدنا بالرجاء. بالصلاة ، ننمو في ثقتنا وإيماننا بالله .
يتحدث النص الكتابي إلى شعب الله المحتجزين في المنفى في بابل. عانى هؤلاء الأسوأ – لقد هُزمت بلادهم وسقطت مدينتهم اورشليم وسيقوا للعمل القسري في دولة بعيدة. تحققت كل مخاوفهم. بدا وكأنه ليس لديهم ما يتطلعون إليه ولا أحد يثقون فيه. ومع ذلك، في وضعهم، تحدّث الله إليهم برسالة محبة وطمأنينة واعطاهم وعداً بالفداء (التحرير) والعودة. لقد منحتهم رسالة الله ومضة رجاء، رجاء تحقق بعودتهم إلى إسرائيل، وبتمكينهم من العيش من جديد كشعب الله بكرامة، ورأفة وصدق.
تذكرنا قصص الكتاب المقدس وقصص تاريخنا بأن الشعوب واجهت على مر القرون العديد من الأزمات، بما في ذلك الكوارث والأوبئة. ويسرد علينا الكتاب المقدس قصصاً عن أوبئة الأمراض. وفي عصرنا، عانى الملايين من الملاريا، وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والعديد من الأمراض الأخرى. والوعد الذي أعطاه الله لشعبه في إشعياء 43: 1-2 هو أن الله معنا دائماً عندما نمر بهذه الأزمات. إنه وعد بأن لا شيء سيتغلب علينا أو يهزمنا. في إشعياء 41: 10 قال الله لنا: “لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي.” *
أسئلة للنقاش
اقرأ إشعياء 41:10 و 43: 1-2
1. ما الذي يمنح كل شخص منا رجاءاً في هذا النص؟2. لقد عانى عالمنا من الأوبئة والمجاعات وغيرها من الأزمات المدمرة في السابق. فكيف عرفنا أمانة الله في الأوقات الصعبة في حياتنا، على الصعيدين، الشخصي والعام؟3. إنّ الله ، في المسيح يسوع، يقف معنا في وقت الضيق، ويحمل احزاننا ويتحمل أوجاعنا كما تألم على الصليب. وفي قيامته، يعطينا يسوع الرجاء بالحياة الجديدة. فكيف نظهر للأشخاص المصابين بفايروس كوفيد-19 أنهمذو قيمة ومكرمون ومحبوبون من الله؟4. ماذا يعني برأيك حضور الله المحب في وقت جائحة كالتي نعاني منها الآن؟5. ما هو الخبر السار، أو بشارة الرجاء في هذا الزمن؟ كيف يمكننا التجاوب معه؟صلاة
إله الرحمة،ساعدنا لنعرف أنك معنا. ساعدنا لنعرف أنك تُحب كل شخص منا.ساعدنا لنرى أنك ستقوينا. ساعدنا على التمسك ببشارة الرجاء.نشكرك يا ربنا الكريم من أجل هذه الأخبار السارة،. بأسم المسيح. آمين
[* مقتبسة من مادة للدكتور إسحاق مويونغا والمطران ومايكل بيسلي]
8
درس الكتاب المقدس 5: ليأتِ ملكوتك
“فَصَلُّوا أَنْتُمْ مِثْلَ هَذِهِ الصَّلاةِ: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ! لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ عَلَى الأَرْضِ كَمَا هِيَ فِي السَّمَاءِ خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا وَلا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ” (متى 6: 9-13)
فليأتِ ملكوت الله إلى الأرض، كما هو في السماء
عندما طلب التلاميذ من يسوع أن يُعلمهم الصلاة، كان واقعهم صعباً للغاية، لأنهم كانوا يعيشون تحت الاحتلال الروماني، في مجتمع زراعي يعيش فيه معظم الناس في ظروف تتمثل بالشُح، وخاصة شح الطعام. حيث كانت الصلاة في التقاليد اليهودية أمراً يتمحور نحو التعبد والإخلاص لله. وعكست طريقة صلاة الفرد ومحتواها وجهة نظره عن الله وما هو الأهم له من أمور الحياة والتقوى.
أولاً، أراد يسوع لتلاميذه أن يعرفوا أنّ الله خالق السماوات والأرض هو الآب الذي يحب ويهتم. ولذلك، من المهم كأولاده أن يبحثوا أولاً عما يهم الآب: اسمه وملكوته وإرادته. وكأولاد الله، كان شغف التلاميذ هو البحث عن ملكوته وإرادته ليغمروا كل حياتهم بها “على الأرض كما هي في السماء”.
وتماشياً مع شهادة جميع الكتب المقدسة، يعلن المزمور 24: 1 أن “لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا.” إنّ هذه الأرض، وهذه الدنيا، وهذه الإنسانية هي للرب. “لأنه هكذا أحب الله العالم ” (يوحنا 3: 16). إنه عالم يحبه الله ، والأرض ملكه الآن ومع وجود فايروس الكوفيد-19. وينبغي أن تكون الأسئلة الحرجة بالنسبة لنا: ماذا تعني عبارة “ليأتِ الملكوت”؟ ما هي علامات الملكوت في هذا الزمن؟ وما هي مشيئة الله في هذه اللحظة؟
إن مفتاح الإجابة على هذه الأسئلة هو في مضمون الصلاة التي علمها يسوع للمؤمنين، وهي: الخبز اليومي، والمغفرة، وعدم الدخول في التجارب، والنجاة من الشرير. ويجب علينا أن نحاول التعمق في فهم ما تعنيه كل من هذه الالتماسات، متذكرين أن المستمعين ليسوع كانوا شعباً مستغلاً ومهمشاً. ولفهم ملكوت الله وإرادته خلال جائحة الكوفيد-19، نحتاج إلى النظر إلى أولئك الذين يعيشون على هامش مجتمعاتنا وتأثير الجائحة عليهم.
لنأخذ مثلاّ الالتماس الأول “خبزنا كفافنا أعطنا اليوم”. يُفسر المسيحيون اليوم فكرة الخبز اليومي بطرق عديدة، منها: كطعام فعلي ، كغذاء روحي، كخبز السماء، كاعتمادنا على الله في كل شيء، إضافة إلى تفسيرات أخرى. فالكثير منا، بقراءة هذا النص، لن يفكر في “الطعام الفعلي” لأننا نعرف أين نجده: في الأسواق أو في ثلاجاتنا فقط. نحن بحاجة إلى محاولة سماع كلمات يسوع من منظور أولئك الذين يُشكل لهم تأمين قوتهم اليومي من الخبز قلقاً طويل الأمد، وهو الآن أكثر حدة.
شكّل تأمين “الخبز اليومي” صراعاً وصلاة يومية بالنسبة لكثير من الناس في الماضي. والآن، أصبحت حقيقة الجوع وفقدان الدخل وتراكم الديون اكثر حدةً وتأثيراً مع وجود أزمة الكوفيد-19، التي تؤثر بشكل أكبر على المجتمعات الفقيرة وعلى العديد من الفئات الأخرى في المجتمع كذلك. وبعد الآن، قد لا يتمكن عمال المياومة من تأمين وجبتهم الرئيسية. حيث أصبح الناس يفقدون وظائفهم ويغرقون في الديون، وتوقفت التجارة. ويعاني الضعفاء، بمن فيهم المشردون والمهاجرون واللاجئون، بسبب إغلاق خدمات الدعم. ويُشكل تأمين الطعام للأبناء قلقاً للآباء.
هذا الوباء دعوة لنا جميعا لطرح أسئلة حول عالمنا. ماذا يعني أن يأتي ملكوت الله، وأن تتم إرادة الله في زمن الكوفيد-19؟ *
9
أسئلة للنقاش
اقرأ متى 6: 9-131. ما الذي يحدث في مجتمعنا المحلي في زمن الكوفيد-19 هذا؟ 2. ماذا يمكن أن يعني أن يأتي ملكوت الله وأن تكون مشيئة الله على الأرض في هذا الزمن؟3. ما هي علامات الملكوت في هذه اللحظة/ الزمن؟4. ماذا يقول أكثر الناس تضرراً جراء الجائحة للكنيسة؟ 5. أصبح القلق بشأن تأمين الخبز اليومي، وفقدان الدخل، وتراكم الديون الآن حقيقة متزايدة، خاصة بالنسبة لأكثر الفئات ضعفاً في مجتمعاتنا. لماذا هذا يحدث؟ كيف يمكننا أن نستجيب (للاحتياج) ككنيسة؟6. إن ملكوت الله هنا. ونحن جميعاً مدعوون من الله للمساهمة بطرق مختلفة باستخدام مواهبنا المختلفة لتحقيق مشيئة الله وملكوته. ففي هذه الحالة، لماذا يجب أن نصلي؟ وما هي الأفعال التي ينبغي على كل واحد منا اتخاذها لمساعدة ملكوت الله ليصبح حاضراً بالكامل على الأرض؟
صلاة
دعونا نصلي الصلاة الربانية معاً.
[* مقتبس من تأملات لاهوتية للمطران .زاك نيرينجي [
10